المادة    
السؤال: أرجو إخبارنا عن مصرف فيصل الإسلامي، فقد قيل: إنه إسلامي، وأنه لا يوجد فيه ربا، وبعد أن وضعنا أموالنا فيه يقال بأنه ربوي، علماً بأنه يشاركنا في الأرباح والخسائر، فهل هذا صحيح؟ وهل وضع الأموال فيه غير جائز، وكما تعلمون البنوك الأخرى الربا واضح فيها؟ الجواب: في الحقيقة مشكلتنا أننا في هذه البلاد -مع الأسف الشديد- لم نذعن لأمر الله عز وجل بترك الربا، فلو تركنا الربا كلية ثم بدأت قضية المفاضلة بين المتعاملين من المسلمين بغير الربا، وأن هذا لديه نقص لأنه أخل أو قصر أو المشابهة لأهل الربا، لهان الأمر، لكن نحن الآن نحرج جداً إن قلنا: نعم في هذه البنوك الإسلامية شيء من الملاحظات، وأشيع هذا الكلام وحده، وأصبحت الصحف التي يحرّم عليها الآن أن تتكلم عن الربا وأن تنتقد البنوك -فممنوع أن تنتقد الصحافة البنوك، بل يجب أن تثني عليها، وتتكلم عن قوة ومكانة الاقتصاد الوطني إلى آخره- فإذا وجدوا كلاماً لداعية أو لعالم في بنوك إسلامية أشاعوه ونشروه، وانتقدوا ما فيها وهاجموها, وهاجموا فلاناً. فنحن لا نريد أن نشاركهم في ذلك. لكن أقول: هذه المصارف يجب أن يكون لنا معها وقفات، في أن ننظر حالها، وأن نتبصر فيها، وأن ندعمها ونؤيدها فيما تدعو إليه من حيث المبدأ، ثم نعرض ما عندها من أمور مشكلة على الشرع، بمعنى أنه يكون عندنا وقفات إيجابية وليس الموقف السلبي الذي نعيشه الآن. وأقول: إن مثل هذا المصرف، إن لم يجد الإنسان ما يضع فيه ماله إلا هو، فهو قطعاً بدون أي شك خير من كل البنوك الربوية، ولا نتوقع أن البنك الأمريكي أو الفرنسي أو الهولندي أو البريطاني فيها خير، وهذا مستحيل. لكن ما دام هناك شبهات تحوم حول بعض أعمال هذا البنك فعلينا أن نجتنبها وإن قيل: إنه إسلامي، فيمكن أن نضع أموالنا في مرابحات فردية مع أشخاص نثق فيهم، كمن يفتح متجراً أو سوبر ماركت أو محلاً، حتى يصلح الله حال هذه الأمة.